65 - من أنا ؟...أنا غراب الدمار !

ما هو شرط إكمال الصقل أيتها الدودة ؟ "

صمت إمبراطور الدود قليلا بعد سماعه سؤال وانغ شو ، و بعد نظرة حادة من غراب الدمار ، فتحت الدودة فمها و قالت :

عليك أن تقتل مليار شخص ...حينها سيتم الصقل تلقائيا ..أعرف ! ، الامر صعب قليلا ..لكن بما أنك بمعرفة بالسيد الغراب فيمكنني إقراضك قوتي لقتل هذا العدد "

" لا أحتاج قوتك ، أستطيع فعلها .."

" حسـ ....مهلا ! . ماذ ؟؟ هل ستفعل ذلك حقا ؟ . السيد الغراب . هل يمكنه قتل كل ذلك العدد ؟ "

" هذا ليس من شأنك "

" لكن ..أنت تعرف ، لو فشل في إكمال الشرط فسيتم إبتلاع روحه من طرفي !! "

تجعدت ملامح الغراب المرعب ، وقال بصوت تهديد :

" حينها سأفصل روحه عنك و أرسلك للجحيم السفلي ! "

تدهورت ملامح إمبراطور دود الصقيع ، لم يكن لديه خيار سوى تسليم نفسه لهذا الشاب الأعور ، لكن ذلك تحت تهديد واحد من أقوى الموجودات ، غراب الدمار ، و في نفس الوقت سيُقتل من طرف هذا الغراب إذا فشل الفتى الأعور في تلبية الشرط ...باختصار مصير إمبراطور الدود هو إما أن يصبح روح وانغ شو الرئيسية ، أو يموت من طرف غراب الدمار ..

" هل جميع الوحوش العشرة الاقوى لديها مثل هذه الشروط ؟ "

عندما سمع غراب الدمار سؤال وانغ شو ، إبتسم بفخر ، وقال :

" ليس الجميع ، ربما الاخرون لديهم شروط صعبة ، و ذلك لأنهم ملزمون بإعطاء شروط للصاقل ، أما الوحوش التي تملك إستقلال عن أي مخلوق ، أي صنعت كتجسيد لشيء ما ، فهي تكتسب حريتها الكاملة و تستطيع طلب اي شرط من الصاقل ، عكس الوحوش الاخرى الذي يكون شرط صقلها محددا مند ولادتها "

" و أي نوع منهم أنت ؟ "

" أنا من الكائنات المتحررة من أي قيود ، كائن يختار ما يفعله "

أمسك وانغ شو بالقلادة التي على عنقه. و الذي يخرج منها غراب الدمار ، و ضعها بين قبضتيه وقال :

" أخبرني من أنت أيها الغراب ! . كما تعلم ، لا أستطيع الاستمرار في التعاون مع كائن لا أعرف أصله ، "

" لا تحتاج لتعرف من أنا ..الأمر لن يجلب لك أي خير "

نظر وانغ شو للقلادة التي وضعها بين يده و إستعد لتكسيرها ..وقال

" و ماذا سيحدث إذا كسرت هذه القلادة ؟. همم ، لا أعتقد أنك ستموت ، لكنك بالتأكيد لن تعود كما كنت بما نك محبوس هنا بارادتك ، هذا يعني أن فائدتك موجودة هنا "

تجعدت ملامح غراب الدمار ، لكن سرعان ما أخفى غضبه و بدأ في الحديث بنبرته المعتادة

أنت محق ، ذلك لن يقتلني ، ...لكن بما أنك مصر لهذه الدرجة ، فساخبرك

" أنا غراب الدمار ، تجسيد الدمار الذي أتى من رغبة أقوى مخلوق في الشجرة سابقا ، قوتي مطلقة ، لكنها تختص اكثر بكل ما يتعلق بالدمار ، لكن قدراتي تقلصت كثيرا بما أنني محبوس في هذه القلادة "

أصبحت نظرة وانغ شو حادة. وقال بصوت بارد :

" ما قدراتك ، و ما مذى تاتيرها ...علي "

" تأتيرها عليك ؟ . لما تسأل مثل هذا السؤال ؟ "

أصبحت ملامح وانغ شو أكثر غضبا ، و قال بصوت مرعب :

"هل هي صدفة انني إخترت منطقة جمجمة الجليد للبحث أن أرواح دون كل الأماكن ؟ . و هل هي صدفة أيضا اننا وجدنا هذه الدودة اللعينة في هذا المكان اللعين الذي يفترض أنني إخترته كصدفة ؟ "

كشفت ملامح غراب الدمار عن تفاجأ ، وقال بنبرة باردة و نظرة حادة :

" أنت محق !! ..لدي القدرة على التأثير في الناس و التلاعب برغباتهم ، و خصوصا الاشرار منهم ، لكن قدراتي في ذلك محدودة "

" و ما قدراتك الاخرى ؟ "

أكمل غراب الدمار :

لدي سلطة معنية على الجحيم ، إضافة أنني أملك بضع دمى بشرية في مناصب عليا في الشجرة. اما بالنسبة لقوتي .... فهي إحتواء كل شيء تدمر ... و ذلك يشمل كل شيء حرفيا. من عوالم ...معادن ..و حتى مجموعات العوالم. باختصار ، كل شيء غير حي تم تدميره ، هو حاليا داخل جسمي "

" إحتواء كل شيء تدمر ؟ . هل هذه قوة حتى ؟ "

إبتسم غراب الدمار بسخرية ، و قال :

فقط فكر في الأمر ! . لدي سلطة على الجحيم ، أي يمكنني سحب الناس الذين هم في الجحيم و التلاعب بذكرياتهم و بعدها إدخالهم العوالم اللتي في داخلي ..

بعدها ستكون ذاكراهم توّهِمُهم أنهم يسكنون ذلك العالم الذي أسْكنتهم إياه منذ زمن ، سيتطورون و يتناسلون ، يصنعون تقنيات قوية و يصقلون قوتهم ... و حينها . ساقتلهم !!

تفاجأ وانغ شو من رد غراب الدمار ، لم يتوقع أن يفعل هذا الغراب كل هذه الاشياء من تسكين البشر و إخراجهم من الجحيم و في النهاية ...يقتلهم . ؟

لما أخرجهم من الجحيم أساسا ؟

كان هناك إجابة واحدة متوقعة. و هي بالفعل ما اجاب به غراب الدمار !

" أنا أقتلهم لأنني ...و كلما قتلت ..أزداد قوة !! . . عندما يدمر أحدهم عالما ما ، فهذا العالم ينتقل إلى داخل جسدي ، و حينها يكون لدي مكان أخر أضع فيه البشر ليتطورو ...بمعنى أن تدمير الناس للعوالم يفيدني بدرجة أولى. و لهذا إسمي غراب الدمار !! ..لانني أنشر رغبة التدمير داخل نفوس الناس !! "

إبتسم وانغ شو إبتسامة شريرة بغير إرادته ، و كشفت عينه الغير عمياء عن خبث و شر ، لكن سرعان ما أخفاها

غراب الدمار هذا ، و الذي عاش سنين لا تحصي ، إكتشف بالفعل مراد وانغ شو ، لكن هذا الغراب لم يكن الشخص الوحيد الذي إكتشف ذلك !!

تجعدت ملامح غراب الدمار. و كان يحاول التلاعب في أفكار وانغ ضو لجعله ينسى ما يفكر فيه حاليا ، لكن وانغ شو كان أقوى من ذلك بما أنه إكتشف قدرة التلاعب بالأفكار ..

لو نجح غراب الدمار في التلاعب بأفكار وانغ شو ، فسيستعمله جيدا لتدمير عوالم اكثر ، و بذلك ، سيستفيد الغراب كثيرا ..

صدر صوت غريب من القلادة التي على عنق وانغ شو ،

ضهر ضوء أبيض ساطع

خرج شيء من القلادة

إنها بومة بيضاء كبيرة. لديها بعض الخطوط الذهبية على أجنحتها البيضاء ، كانت على نضرتها ملامح حكمة و دهاء في نفس الوقت

تحولت ملامح غراب الدمار إلى فوضى عارمة ، تجمع بين التوتر و الخوف ،

" اللعنة ، خرجت تلك اللعينة !! "

حدقت بومة الحكمة ، في وانغ سو بنضرتها المميزة ، وقالت بصوت انثوي لكن غريب في نفس الوقت :

" وانغ شو ، كنت أراقبك ، ...هل تريد مساعدة بسيطة ؟ "

فهم وانغ شو قصد هذه البومة ، كان مرادها غير معلوم ، لكن بما أنها تشارك وانغ سو نفس الهدف فسيتعاون معها حاليا ، و بالطبع سيرى ما إذا كانت مفيدة في المستقبل ، و إذا لم تكن ، فسيتخلص منها فورا !!

" حسنا ، ساقبلك مساعدتك "

بعد أن قال وانغ شو هذا ، غضب غراب الدمار كثيرا. و ذلك لعدم قدرته على تغيير أفكار وانغ شو ، و لخروج عدوته الدودة ، بومة الحكمة !

" أيها اللعينان !! ...هل تريدان قتلي بالعدد فقط ؟. فلتحلما ! ...أنا أقوى من ذلك !! "

صمتت بومة الحكمة لثواني و بعدها ، قالت بنبرة مليئة بالمعرفة. و الغرور في نفس الوقت :

" بالبطع لا. أعرف انك أقوى وحش في هذه الشجرة ، لكن لا تنسى أنك مقيد في هذه القلادة. قوتك تعد لا شيء "

إبتسم غراب الدمار بسخرية ، وقال :

" و ماذا لو كنت محبوسا ؟ . انت مثلي ! ..قوة كل منا مختومة ، المعركة لا تزال في صالحي !! "

فجأة !

تغيرت ملامح غراب الدمار إلى الاسوء ، كما لو أنه أدرك شيء ما !!

نظرت بومة الحكمة لوانغ شو الذي كان حائرا من ما يحدث ، لكن متحمسا جدا في نفس الوقت ،. وقالت :

" إذا كنت تريد الفوز ، فعليك أن تسمح لي بالخروج من القلادة ، "

كان وانغ شو هو سيد هذه القلادة الغريبة ، لذلك كان يمكنه إطلاق سراح أحد الكائنات الموجودة فيها ،

إستبعد غراب الدمار أن يسمح وانغ شو بخروج البومة ، و ذلك لأن ما رآه لحد الأن من شخصية وانغ شو ، فهو حذر جدا ، و أكثر ما يعكس هذا هو تهديد وانغ شو الغراب الأسود بتحطيم القلادة ،

" ليس هناك وقت كبير للتفكير يا وانغ شو ، أقسم أنني سأعود لتشكيل عقد مع القلادة بمجرد قتله ...هذا وعد "

" حسنا "

2022/04/28 · 229 مشاهدة · 1354 كلمة
وانغ شو
نادي الروايات - 2024